يا من تعتبرون أنفسكم أعزاء الله المدللين!

يقرأ
دقيقتان
-الأربعاء 2024/10/23 - 15:17
كود الأخبار:3750
احمد زیدآبادی

أحمد زيد آبادي
تخيل أن يدك بالصدفة تضغط على جهاز التحكم بالتلفزيون، ثم ترى المذيع يتحدث عنك بنفسك!
هذا ما حدث لي اليوم. محمد رضا شهبازي في قناة الثانية من صدا وسيما، استخدم مذكرتين لي كموضوع لبرنامجه الساخر. ماذا أقول عن السخرية؟ كان يشبه المرثية أكثر! ولكن لماذا يحاول أن يرافق المرثية بابتسامة، لابد أنه وجد شيئًا مضحكًا في مرثيته.
ليكن هذا النوع من ردود الفعل الساخرة والمرثوية على الكتابات النقدية للمنتقدين! مع التجربة التي مررت بها، يُعتبر هذا بالفعل تقدمًا. أما أن يعتبر البعض هذا الحكم جزءًا من "تطهير الحكومة"، فهذا شأنهم.
لكن نصيحتي للسيد شهبازي هي أنه إذا أراد أن يستخدم موضوعًا للسخرية أو المرثية، فعليه أولاً أن يقرأه بدقة ثم يعكسه في صورته الحقيقية، وبعد ذلك يقول ما يشاء!
مقالتي بعنوان "قتل مهرجوي والخوف والرعب الدائم" كان الجزء الأول منها يتعلق بالحرب في قطاع غزة ونوع ردود الفعل عليها ولم يكن مرتبطًا بمقتل المخرج الشهير. طلب الانسحاب لقوات حماس من قطاع غزة ليس بالبساطة والتفاهة التي أظهرها، بل هو في الواقع أفضل إجراء يمكن اتخاذه في الظروف الحالية لمنع توسع الحرب والمجازر. بالطبع، إذا كان السيد شهبازي مهتمًا بأن تُقتل قوات حماس حتى آخر رجل دون أن يفكروا في الانسحاب من قطاع غزة، فيمكنه التمسك برغبته.
ربما يرى نتيجة هذه الحرب بشكل مختلف عن تقييمي، لكنه في رأيي لا يراها بشكل صحيح. هو ومن يشاركونه الفكر يرون للأسف العالم من خلال نظارات التوجهات الأيديولوجية المتعصبة الخاصة بهم ولا يعيرون الكثير من الاهتمام للآليات الواقعية لسير الأمور. يظنون أن الاهتمام بالآليات الواقعية يعني عدم الإيمان بقدرة الله، كما لو أن هذه الآليات خلقها شخص غير الله!
بعض اليهود المتدينين المتعصبين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار! للأسف، هذا الاعتقاد ليس خاصًا بهم. بعض أتباع جميع الأديان يعتبرون أنفسهم أعزاء الله المدللين! هذا الشعور بالعزة والغرور هو ما يؤدي إلى ظلمهم تجاه مخلوقات الله الأخرى وإنكار حقوقهم ووجودهم. لا شيء يغضب الله أكثر من هذا. لذا، يضع لهم كمينًا!

Take less than a minute, register and share your opinion under this post.
Insulting or inciting messages will be deleted.
اشتراك
الأكثر قراءة