ظريف: لافروف يقول إن عدم وجود علاقة سلمية مع العالم هو خط روسيا الأحمر بالنسبة لإيران بشأن سناب باك خليفة!

محمد جواد ظريف:لم يكن السّناب باك مخصصًا فقط للأيام الأخيرة من المفاوضات، ولم يخص بالضرورة الحوار بيني وبين جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة كذلك. السيد لافروف والفرنسيون قدموا اقتراحًا حول وضع قرارات مجلس الأمن السابقة ضد إيران وكان سيئًا جدًا، وقد بذلنا جهدًا كبيرًا للتخلص من ذلك الاقتراح.الأمريكيون لا يخسرون أبدًا فرصتهم للضغط، وكلما سنحت لهم الفرصة يستغلونها. ذات يوم رأينا السيد كيري يحمل ورقة ويقدّم اقتراحًا بأن نوقف تنفيذ القرارات لمدة ستة أشهر في كل مرة، أي أنه كان يجب علينا كل ستة أشهر الذهاب إلى مجلس الأمن، ورغم أن التمديد كان تلقائيًا، إلا أنه كان يمكن طرحه للتصويت بطلب من عضوين في مجلس الأمن، ولو حصل هذا لكانت اتفاقية «البرنامج النووي» انتهت قبل 6 سنوات. قلت لكيري: ما هذا الاقتراح الذي قدمته؟ هل تهين عقلي وذكائي؟ قال: لا، أنا لا أهين ذكاءك، هذا ما قدمه صديقك لافروف. كان يعلم أنني والسيد لافروف أصدقاء منذ عام 1994.

في عام 1399، بينما لم تلتزم إيران بأي من تعهداتها في الاتفاق النووي، أرادت الولايات المتحدة تنفيذ آلية الإعادة الفورية، فكتبت 13 دولة عضو في مجلس الأمن رسالة تفيد بأن الولايات المتحدة لا تستطيع، وعند التصويت، امتنعت 11 دولة عن التصويت وأدلت روسيا والصين بصوت سلبي. في الواقع، الوقت الوحيد الذي كانت فيه روسيا والصين إلى جانب إيران كان في عهدي، لأن روسيا في زمن السيد أحمدی‌نژاد كانت تصوت إيجابياً على جميع قرارات الفصل السابع لمجلس الأمن، وهذه روسيا نفسها كانت تمنع انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي بسبب وجود إيران في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. السيد لافروف نسي كل هذا.

في هذا الكتاب نفسه توجد أسرار مستورة من وثائق تقول إن أمريكا وخمس قوى أخرى تعتبر مجلس الأمن أداة لهم، وحتى السيد لافروف كان يقول في جلسة اتخاذ القرار: لن أسمح بأن تأخذوا منا حق الفيتو الخاص بنا. الآن يقولون إن ظريف ذهب وقام بهذا العمل، وبالطبع حتى الآن كنت متحفظًا ولم أقل شيئًا.

لافروف يقول إنني كنت معارضًا لعقوبات الأسلحة على إيران، بينما عندما دخلت الاجتماع قيل لي: يا جواد، لن يمنحوك ترخيصًا لأكثر من خمس سنوات، هل تقبل أم لا؟ قلت لا. فقال: فلماذا تضيع وقتنا إذا كان لديك ترخيص من طهران؟ قلت بلهجة حازمة: لا شأن لك بذلك. في تلك الليلة انتهى الاتفاق النووي ووافقنا، بالرغم من أن تعليمات قد أُعطيت للافروف بعدم السماح بوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. لهذا السبب ذهب إلى روسيا وأجری مقابلة وقال: نحن كنا ضد عقوبات الأسلحة وأُجبرنا من قبل ظريف على القبول بها. والآن نحن ننقل ذلك داخليًا.

الروس أيضًا جعلوا سفر الحاج قاسم إلى موسكو خبراً وكذلك كشفوا إرسال الطائرات المسيرة الإيرانية إلى روسيا في حرب أوكرانيا، في حين أنني ناقشت مع الحاج قاسم في كل من العراق وتركيا، لكن لم يتسرب أي شيء.

ما ما زلت أعتقد بأهمية العلاقات الاستراتيجية مع روسيا والصين، لكنهم لا يفعلون شيئًا من أجلنا. الروس يعلنون عن سياساتهم بصراحة. روسيا دولة مهمة في جوارنا، لكنها تمتلك خطين أحمرين: الأول هو ألا تربط إيران علاقات هادئة مع العالم أبدًا، والثاني ألا تدخل في صراع مع العالم. لهذا السبب كانت روسيا تؤيد الاتفاق المؤقت في جنيف لأنها كانت تُبقي الأمور عالقة وتمنع الصراع أيضًا.

بالطبع، كان الكثيرون في إيران يعتقدون أن الاتفاق المؤقت جيد، ولكن بمجرد أن بدأنا المفاوضات الشاملة، بدأت لعبة الروس أيضًا. في الاتفاق المؤقت، كنا قد ذكرنا أن احتياجنا للتخصيب لنازنور ومفاعل بوشهر يبلغ 190 ألف سو، وأننا نريد نطنز لهذا السبب. في شهر بهمن 1392، في بداية المفاوضات الشاملة، قال الروس إنهم سيوفرون كل احتياجات بوشهر طوال عمره، أي أنهم وضعوا خطا على احتياجاتنا.

قلنا، أليس من المفترض أن نكون بحاجة دائمة إلى الروس، وقالوا إننا لن نسمح لإيران بوضع وقودها المنتج في بوشهر، وإذا فعلت ذلك فلن نؤكد على الأمن النووي في بوشهر، لأنهم كانوا يعلمون أنه إذا تم التوصل إلى اتفاقية الاتفاق النووي، ستصبح علاقات إيران مع العالم طبيعية، والعلاقات الطبيعية لإيران مع العالم هي خط أحمر بالنسبة للروس. كل هذا منشور في كتاب "السر الغامض" وهو موثق./ إرنا