ملاحظة الشيخ مصطفى سنائي فر بعنوان "لا تهددوا المصلحين والناصحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر"

النص الكامل للملاحظة كما يلي

بسم‌الله الرحمن الرحیم
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

لا تهددوا المصلحين والناصحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. التهديد والتشجيع والإغراء أساسًا يجدي وينجح حيث يكون الطرف المعني يسعى لتعبئة كيس للمال والدنيا أو المناصب والوظائف.

أما الذين يعتبرون أنفسهم عبادًا ضعفاء لله القادر المطلق ويسعون لنيل رضاه ورفاه وسعادة وسلامة عباده، فلا تهديد يردعهم عن أعمالهم الإصلاحية والفاضلة، ولا تشجيع أو إغراء يؤثر في إرادتهم الصلبة المقدرة إلهيًا؛ لأن الإنسان الموحد والمؤمن الذي يعتقد بخالق الكون، بسبب معتقداته وأخلاقياته، يعتبر إضعاف النظام وإهانة واعتداء على أي إنسان - سواء كان بقالًا في الحي أو وزيرًا أو رئيسًا أو وليًا فقيهًا أو قائدًا - حرامًا، ويضع نفسه بالكامل تحت تصرف الحبيب ويتحرك تحت قيادته، ويشعر بيد الله وقدرة الله في مساعدته ودعمه لأعماله الإصلاحية.

و هذه القوة اللامتناهية الأزلية والأبدية تفوق قوة جميع الجبارين والفراعنة والملوك والدكتاتوريين في التاريخ، تُلمَس في قلب وروح وجميع شرايين وجوده، ويشاهدها بعين آلاف وآلاف من أعين كل الخلايا في جسده ونفسه؛ ويعتقد أنه إذا تم الالتزام بجميع المبادئ والضوابط المتعلقة بتنفيذ المهمات، فإن حتى لو سقطت آلاف القنابل النووية عليه، فإن بتوكله وفي ظل تلك القوة الفائقة الأزلية والأبدية، فلن يُنتَزع شعرة من رأسه، واطمئنان قلبه هو اطمئنان يقيني، بل عيني؛ لأن جميع أدوات وأسباب العالم بيد كفاءة ذلك السيد، وبدون إذن وإرادة ذلك المولى الرحمن الرحيم، لن تتحقق أي حركة في جميع أرجاء نظام الخلق اللامتناهي، ودائمًا يشعر بتلك القوة المطلقة اللامتناهية أمام عيني قلبه؛ لذا فلن يكون للتهديد أو التشجيع أو الإغراء مكان في قلب وروح وقدسية إلهيته.

الذين يعتبرون إجراءاتهم الإصلاحية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحكام واجبًا إلهيًا وشيئًا مقدسًا وموضوعًا حيويًا لآخرتهم ودنياهم و شعبهم، بالطبع يتحملون جميع المخاطر المادية والمعنوية المحتملة في هذا الطريق، ويعتقدون أن كل ما يحدث لهم في هذا المسار لن يكون إلا خيرًا وصلاحًا ومصلحة لهم وللمجتمع المحب لله الذي ينتمون إليه؛ لأنهم يرون أن الله خالق العالم عادل وعالم ومدير ومُدبّر ورحمان ورحيم، وأن كل عمل في هذا النظام الواسع يتم تحت أمره وولايته، لن يكون إلا خيرًا وصلاحًا وإحسانًا.

وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ

نعم، الجنود الثوريون المؤمنون بالإسلام والثورة في جميع حركاتهم وأعمالهم الصالحة والخيرية، خصوصًا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه الحكام وأصحاب السلطة، قد توكلوا على الله واعتبروا هذه التوكيل والوكالة وكالتين حقيقيتين وقطعتين:

وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

و قد فوضوا أمورهم إلى خالق مدير وحكيم، الذي لا يعاني من أي نقص أو عيب أو جهل أو ضعف في تنفيذ الأمور والتوكيل، وهو حكيم مطلق، قادر وقوي، عالم بعلم حضوري، ومتحلي بكل صفات الجمال والجلال والكمال.

إِذَا أَرَادَ لِشَيْءٍ أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

لذلك في تنفيذ أوامر ذلك الوكيل الحكيم، لا يشعرون بأي شك أو خوف أو ذعر أو قلق في مسيرتهم المقدسة.

بكل شكر وتقدير إلى جميع المصلحين المجاهدين وآمرين بالمعروف وناهين عن المنكرجنود الإسلام والإمام والثورة والبلاد والقيادةمحامي، طالب علم، وقاضٍ متقاعدمصطفى سنائي فرفي الثالث والعشرين من شهر أيار 2025