حقائق غير مروية من قاعة التشريح؛ هل يُنفَّذ العدل للراحلين؟

مينا حیدري، صحيفة اطلاعات

قال الدكتور محمد جواد هداية‌شُده، اختصاصي الطب الشرعي ورئيس قاعة التشريح في مركز كهريزك: هناك مجموعتان من المتوفين يُحالون دائمًا إلى الطب الشرعي. الأولى، الأشخاص الذين ليست لهم هوية مؤكدة، والثانية، من كانت هويتهم معروفة ولكن لم يتقدّم أحد لتسلّم جثثهم، ويُطلق عليهم «بلا صاحب».

عادةً، يُحال يوميًا نحو حالتين إلى ثلاث حالات مجهولي الهوية إلى منظمة الطب الشرعي. يعتمد تحديد هويتهم على جهود إدارة التحقيقات الجنائية، وعدم إبلاغ ذويهم عن فقدانهم قد يؤدي إلى بقائهم مجهولي الهوية.

سنوياً، هناك حوالي ألف شخص مجهول الهوية في طهران. يُحال 25% منهم إلى مركز الطب الشرعي كهريزك، ومع احتساب المدن الأخرى يتضاعف هذا الرقم تقريبًا.

تُدفن الجثث المجهولة في قطعة خاصة تُسمى «المجهولون». هذه القبور بلا شواهد، ويُسجَّل مكان الدفن برقم تصريح الدفن فقط لدى المقبرة. لا يشرف الطب الشرعي مباشرة على هذه العملية، لكن الدفن يتم وفقًا للتصريح والمعلومات متوفرة. وفي حال تحديد الهوية لاحقًا، يتم تحديث القبر بالاسم.

عند وقوع الأزمات، تُنفذ الإجراءات الأولية المعتادة مثل الفحص والتشريح وأخذ العينات. ولكن إذا زاد عدد الجثث، لا تعود هناك قدرة على تخزينها.

عادةً تبدأ عملية تحلل الجثة بعد 36 ساعة في درجة حرارة معتدلة (حوالي 25 درجة مئوية). يبدأ التحلل في الأمعاء لكونها مصدرًا للبكتيريا والعدوى، ويظهر أولاً كتغير لوني أخضر في منطقة البطن، ثم ينتشر إلى باقي الجسم.

في حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية، كانت أجساد الضحايا ممزقة بسبب شدة الحادث. قمنا عبر الفحوصات الجينية بتحديد الأجزاء المختلفة ومطابقتها مع ذوي الضحايا. في بعض الحالات، كانت الجثة مقسمة إلى خمس أو ست قطع متفرقة في موقع الحادث. ولجمعها معًا كان لا بد من عمل علمي دقيق وشاق.

كما كان هناك رعايا أجانب على متن هذه الطائرة. أجرينا لهم نفس الإجراءات وأرسلنا النتائج إلى بلدانهم. ورغم أنهم أعادوا الاختبارات الجينية بأنفسهم، فإن نتائجنا لم تتعارض مع نتائجهم. وهذا يدل على المستوى العلمي والتقني العالي لمنظمة الطب الشرعي في إيران.