رسالة سيد محمد خاتمي بمناسبة وفاة المخرج المخضرم في السينما الإيرانية الأستاذ ناصر تقوائي

بسم الله الرحمن الرحيم

ناصر تقوایی، الباحث والكاتب وصانع الأفلام والفنان المبدع، أغلق عينيه على العالم وترك شعور الحرمان من مشاهدة والاستمتاع بأعماله البارزة والرفيعة في قلوب محبي إيران والأدب والثقافة.

يُعتبر من أبرز الشخصيات والقوى المؤثرة الذين، في خضم انتشار الأفلام الفارسية التي يمكن أن نسميها على الأقل عديمة المحتوى أو حتى سيئة المحتوى، أسس موجة السينما الإيرانية الفكرية المثيرة للتأمل.

إن الأعمال الأدبية والسينمائية المنشورة له، رغم أنها ليست كثيرة جدًا، لها قيمة عظيمة وتشكل ثروات الأدب والفن والثقافة في أرض إيران، وأعماله غير المكتملة أو المتوقفة، إذا لم تتجاوز أعماله المنشورة، فهي ليست أقل قيمة، ويطرح التساؤل لماذا هذه الثروات، سواء في النظام السابق أو في النظام الجديد، ظلت بعيدة عن متناول المجتمع، وإلى أي حد كان هذا الحرمان بسبب تنظيم وإدارة وسياسة وثقافة المجتمع؟ وإلى أي درجة كان نتيجة الصرامة والمبالغة في التدقيق من قبل الأستاذ تقوائي نفسه؟ سؤال يجب أن يتحلى النقاد في مجال الثقافة والأدب والفن، وبالطبع المسؤولون والعاملون في هذه المجالات، من بينهم نحن، بالشجاعة والقدرة على الإجابة عليه، ويجب أن تتعلم المجموعات التي تعمل في مجالات الثقافة والفن والسياسة من هذه الوقائع وتغير الأوضاع لصالح إيران الحبيبة ولأجل الحرية والفكر النقدي.

نُكرّم ذكرى الأستاذ توقاوي ونعزي جميع أهل الثقافة والأدب والفن، وخاصة عائلته وأقاربه، بمصاب فقده الجلل، ونسأل الله القدير أن يُنعم على روحه بالسكينة والفرح.سيد محمد خاتمي

16 أكتوبر 2025