على عكس الخارج، حيث كان الوقت يمر بسرعة البرق، في السجن كان الوقت يمر ببطء شديد لدرجة أنني كنت أعتقد في كثير من الأحيان أن الساعة قد توقفت.

رغم مرور عدة أيام على تأجيل تنفيذ حكمي، إلا أن الكتابة حوله لا تزال كالكابوس بالنسبة لي منذ قرابة شهرين. حدثت في تلك الشهرين أفكار وخواطر متنوعة وأحداث مرّة وحلوة لدرجة أنني لا أعلم من أين أبدأ. ربما لن تصدقوا أنني كتبت ما يقارب مئتي صفحة من الذكريات خلال تلك الشهرين. رغم أنهم فتشوا جميع أشيائي عند خروجي، إلا أنهم لم يلقوا نظرة على كتاباتي. كنت قلقة جداً بشأن إخراجها، لكن المسؤولين لم ينظروا إليها. أول إجراء لي هو نشرها. لا أعتقد أن هناك مشكلة لأنها شخصية وغير سياسية إلى حد كبير. لكن بخصوص تلك الشهرين:

1. أنحني احتراماً لكل الأشخاص الذين يُسجنون بسبب تعارض أفكارهم مع معتقدات حكوماتهم.
2. في كتاب "لماذا لا يقبضون عليك وماذا سيحدث في النهاية؟"، شرحت بشكل مفصل علاقتي مع ذلك الاعتقاد.
3. نظراً لأنني كنت في إيفين قبل الثورة أيضاً، كان أحد الأسئلة المتداولة التي تُطرح علي هو مقارنة إيفين قبل وبعد الثورة. كنت أقول دعونا لا نقارنهم ببعضهم البعض. مثل فندق 5 نجوم مع نزل ناصر خسرو. ومع ذلك، السجن هو السجن.
4. لم أكن أرتدي ساعة أبداً وأشعر بالوقت. خارج السجن نادراً ما كنت أنظر إلى الساعة وكان الوقت دائماً ينفد مني. لكن في تلك الشهرين كان الوقت يمر ببطء شديد لدرجة أنني كنت أنظر إلى الساعة الكبيرة في عنبرنا مئات المرات ولم ينتهِ اليوم اللعين بعد. ربما مرضي، أو كبر سني، أو اعتقالي المفاجئ جعلني أستسلم منذ اليوم الأول.
5. كنت أكتب، أكتب وأكتب. للهروب من هجوم الأفكار كنت أمشي، أمشي وأمشي. كنت أمشي لدرجة أنني كنت أسقط كالجثة. لم أعد أستطيع حتى التفكير في ماهور، ماكان وحسين علي.
6. كان تعامل مسؤولي السجن معي رائعاً حقاً. كانوا يتعاملون معي باحترام لدرجة أنني كنت أعتقد أحياناً أنني لست في السجن بل في كلية الحقوق ولم أكن مشمولاً بـ"التطهير" الكريم لحكومة الثالثة عشرة.
7. من التوفيقات الإجبارية في إيفين، مشاهدة أخبار الإذاعة والتلفزيون. لم يحدث أبداً في إيران أو في أي مكان آخر في العالم شيء يتعارض مع معتقدات النظام. كانت الأخبار تكراراً مملاً لمعتقدات النظام لا أكثر.