صفحة أخرى من اللغز العملاق لأمن النظام

عبد الله عبدي-عبدي ميديا 

هل تلاحظون أنه منذ ترقية قوة شرطة الجمهورية الإسلامية (ناجا) إلى القيادة العامة للشرطة (فراجة)، وهو جزء آخر من إنجاز المهمة الأمنية الكبرى للمنظومة (ذكرتها في ملاحظة منفصلة)، كانت هذه أول تجربة مستقلة للحروب الحضرية والتوترات الاجتماعية. هل تتحكم فراجة وتؤسس الأمن والنظام العام في البلاد؟ 

في هذه الورقة وبطاقة التمرير الأمنية؛ بشكل عام، لا يظهر الحرس الثوري الإيراني والجيش في ميادين المدينة ذات الصلة كقوات (عسكرية) ترتدي ملابس رسمية وعلنية، وبذلك يمنحان بالفعل الاحتجاجات (حتى الآن) طابعها ووسمها (شرطية)، إذا كان الناس قد يهاجمون المراكز والمقار العسكرية والأمنية؛ ثم يتصرفون دفاعا مشروعا عن النفس بدلا من الهجوم والسيطرة على التمرد والتوتر. 

عندما يكون الوجود الإقليمي لـ"الجمهورية الإسلامية"مهددًا ، يتحرك الجيش ، بالإضافة إلى الحرس الثوري الإسلامي ؛ عندما رأى أن إنجازات ووجود «الثورة الإسلامية» معرضة للخطر، بناء على توجيهات مرسلة من المقر المركزي لخاتم الأنبياء أو من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وفي عملية السيطرة على هذه التوترات والاحتجاجات واحتواءها وتوجيهها إلى قيادة شرطة الجمهورية الإسلامية. 

المعنى الموجز لهذه العملية المتعددة الأوجه هو أن الوضع في نهاية المطاف تحت سيطرة قادة رفيعي المستوى وأن المشكلة تقع ضمن اختصاصات ومؤشرات التعامل مع (الأمن العام) وليس (الأمن القومي والثورة الإسلامية). 

وعلى هذا بالتحديد، لم يعلن تدخل القوى العسكرية الأخرى بعد وفقا لسلسلة من الواجبات التي أعلنها الحرس الثوري الإسلامي والجيش على أساس كل حالة على حدة. 

ومن الواضح أن تشجيع الرئيس ورؤساء الهيئات القضائية ووجودهم في قوات الفراجة وتصريحات هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والجيش والحرس الثوري الإسلامي ووزارة الإعلام تسير في هذا الاتجاه. 

في هذه العملية من وجهة نظر الحكومة ومن وجهة نظر محلية ودولية لا يمكن أن يكون هناك اعتراض كبير على تواجد شرطة البلاد في الساحة والسيطرة على الوضع وإرساء النظام بأي مقاييس وفي أي بلد وهذا يعتبر من قدرات الشرطة المتأصلة وهي من الأدوات التي استخدمتها الجمهورية الإسلامية ببراعة بناء على العديد من التجارب الماضية على عكس 78 و88 و98 و… حيث أظهرت وجهًا آخر لإدارة المعلومات. 

والأهم من ذلك: 

النشر الفوري أو البعيد لأخبار متضاربة وأحيانا مستهدفة؛ إنكار موثق واستخدام الحرب النفسية والإعلامية غير الرسمية بطبيعة الحال، جزء آخر من الإجراءات الجديدة التي اتخذتها القوات الاستخباراتية والعسكرية بالتوازي مع العمل المتشدد الذي لا يستطيع الكثيرون تمييز الأخبار الحقيقية والمزيفة والتعليق عليها. بطبيعة الحال تبين لاحقا أنه إذا كانت كاذبة أو غير صحيحة فإن قيمة الشخص أو الإعلام تقل لدى الجمهور المستهدف والمجتمع، وهذا ما تستهدفه سلطات الجمهورية الإسلامية أساسا. 

وتضطلع الوكالات المقابلة الأخرى بوظائف وضع السياسات ودعم قيادة الشرطة العامة هذه ، وهي في الواقع وظائف عسكرية ؛ هناك فصل كامل بين المعلومات وصياغة السياسات في المسؤوليات الإدارية والتشغيلية التي تعتبر الانضباط، وغالباً ما يتم التعامل مع السياسات وتنفيذها بموافقة مجلس الأمن القومي بدلاً من المجلس الأعلى، مما يجعل مستوى صنع القرار أكثر نشاطًا وتخصصًا في الموافقة والرأي. 

والآن، في هذه المسألة أصبح التدخل الصامت وغير العلني لآية الله خامنئي حتى الآن بصفته زعيم الجمهورية الإسلامية والقائد العام للقوات المسلحة، منطقيًا جدًا، في حين كان خليفته سردار وحيدي نشطًا جدًا في مسائل إنفاذ القانون. 

راقب الوضع بعناية وابتعد عن الضجيج واتبع إشارات الساحة السياسية في البلاد وابقي عينيك مفتوحة على الأحداث من حولك ولا تنخدع.